انتحار مسؤول أولمبي ياباني- هل هي فضيحة جديدة للأولمبياد؟
المؤلف: عبدالعزيز النهدي (جدة) @abdullazizNahdi10.29.2025

في أجواء يلفها الغموض والريبة، تعيش الأوساط اليابانية حالة من الصدمة والدهشة، وذلك عقب إعلان الشرطة المحلية عن انتحار أحد كبار المسؤولين في اللجنة الأولمبية اليابانية صباح يوم الاثنين. يأتي هذا الحادث المأساوي قبل أسابيع قليلة، تحديدًا ستة أسابيع، من انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.
تعتبر هذه الواقعة بمثابة ضربة موجعة أخرى تتلقاها بطولة الأولمبياد، حيث تضاف إلى سلسلة المشكلات والتحديات التي تواجهها. وفي الوقت نفسه، باشرت السلطات تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات القضية، والوقوف على الدوافع والأسباب التي أدت بالمسؤول البارز إلى إنهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية.
أشارت التقارير الإخبارية المحلية إلى أن المسؤول، الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا في قسم المحاسبة باللجنة الأولمبية اليابانية، أقدم على الانتحار صباح الاثنين، وذلك بعد أن ألقى بنفسه أمام قطار مترو الأنفاق في محطة ناكانوبو.
وقد تم التأكد من هوية المتوفى، وتبين أنه السيد ياسوشي موريا، البالغ من العمر 52 عامًا، والذي كان يشغل منصب مدير قسم المحاسبة في مركز العمليات المشتركة. تم التعرف عليه من خلال بطاقة هويته الشخصية، وذلك بعد أن صدمه قطار الأنفاق في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين.
ونقلت قناة «نيبون تي في» عن مصادر مطلعة في شرطة العاصمة طوكيو، لم تفصح عن هويتها، أن المسؤول كان يعمل في قسم المحاسبة في مركز العمليات المشتركة. وأضافت المصادر أن المحققين يتعاملون مع وفاته على أنها حالة انتحار، وذلك بناءً على المعطيات الأولية المتوفرة.
وأكدت الشرطة أنها تجري تحقيقات شاملة في الحادث المؤسف الذي وقع في مترو أنفاق طوكيو، إلا أنها امتنعت عن تقديم المزيد من التفاصيل في الوقت الحالي. وأشار ممثل مركز العمليات المشتركة إلى أن اللجنة ما زالت تحاول جمع المزيد من المعلومات والتفاصيل حول الحادث وملابساته.
وذكرت مصادر يابانية أنه لم يتم العثور على أية رسالة انتحار بحوزة المسؤول المتوفى. وأفيد بأنه تم الإعلان عن وفاته بعد نقله إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه الخطيرة.
وربطت بعض المصادر بين إقدام المسؤول البارز على الانتحار، وبين قضايا فساد ورشوة سابقة تورط فيها مسؤولون آخرون في اللجنة الأولمبية اليابانية، وتحديدًا قضية الرشوة التي هزت الأوساط الرياضية في عام 2019.
يُذكر أن اللجنة الأولمبية اليابانية تعرضت لانتقادات لاذعة في الفترة التي سبقت انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، حيث اضطر رئيس اللجنة المنظمة، يوشيرو موري، إلى الاستقالة في شهر فبراير الماضي، كما أُجبر هيروشي ساساكي، المدير الإبداعي لحفلتي الافتتاح والختام، على الاستقالة بعد اقتراحه المهين بأن يتم إنزال أحد المشاهير في الاستاد الأولمبي وهو يرتدي زي خنزير كجزء من حفل الافتتاح.
وفي عام 2019، استقال تسونيكازو تاكيدا، رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية آنذاك، بعد توجيه اتهامات بالرشوة إليه، والتي كانت مرتبطة بالملف الأولمبي الناجح لمدينة طوكيو.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في الثالث والعشرين من شهر يوليو الجاري، وذلك وسط مخاوف متزايدة من أن السلطات قد تواجه صعوبات في تنظيم هذا الحدث الرياضي الضخم، وفي الحفاظ على سلامة الجمهور الياباني من تفشي فيروس كورونا المستجد.
الجدير بالذكر أن الجمهور الياباني قد أعرب مرارًا وتكرارًا عن معارضته الشديدة لإقامة هذا الحدث الرياضي في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى سلسلة الفضائح التي طالت المنظمين والمسؤولين البارزين، والتي زادت من الضغوط على اللجنة الأولمبية اليابانية، خاصة بعد حادث انتحار المسؤول البارز في قسم المحاسبة باللجنة اليوم.
